الكويت: في ظل الوضع الراهن، يُشكّل الانتشار المُستمر للجرائم الإلكترونية تحديًا في تحديدها وكشفها. وإدراكًا لهذا القلق المُلِحّ، أجرت صحيفة كويت تايمز مقابلة مع المحاميين سلطان الشمالي وجبر الفضالة، لتسليط الضوء على الفئات المُستهدفة، والدوافع الكامنة وراء الجرائم الإلكترونية، وأكثرها شيوعًا، والضمانات التي يضمنها القانون الكويتي لحماية الضحايا وضمان عقاب عادل للمُجرمين.
الفئات المستهدفة
يشير الشمالي إلى أن الأفراد الذين يقتربون من سن التقاعد أو بلغوها معرضون بشكل خاص للجرائم الإلكترونية، لأنهم غالبًا ما يمتلكون أموالًا تقاعدية ومعاشات تقاعدية وتعويضات تجعلهم أهدافًا جذابة. وأيّد فضالة هذا الرأي، مشيرًا إلى أن كبار السن هم الأهداف الرئيسية للجرائم المالية التقليدية. من ناحية أخرى، تستهدف الجرائم الإلكترونية، مثل القذف والتشهير والابتزاز، الشباب في المقام الأول. أما الجرائم المالية، مثل السرقة والاحتيال والاختلاس، فيمكن أن تؤثر على أي شخص بغض النظر عن عمره.
قانون الكويت
وفقًا لفضالة، فإن ارتكاب جريمة إلكترونية ينطوي على استخدام وسائل إلكترونية، وقد تكون له عواقب وخيمة على الأفراد. معظم الجرائم الإلكترونية متعمدة وتُسبب أضرارًا. ومع ذلك، سنّت الكويت قوانين للحماية من مختلف أنواع الجرائم الإلكترونية، وتحديدًا القانون رقم 37 لسنة 2014 بشأن إنشاء هيئة تنظيم الاتصالات وتقنية المعلومات، والقانون رقم 63 لسنة 2015 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات. تُجرّم هذه القوانين جميع أنواع الجرائم الإلكترونية، سواءً كانت موجهة ضد الأفراد أو الممتلكات، وتحمي المصالح العامة والخاصة.
تشمل عقوبات الجرائم الإلكترونية السجن والغرامات المالية. كما وسّع المشرع نطاق العقوبة ليشمل الجرائم الاقتصادية التي تؤثر بشكل مباشر على الكيانات التجارية. ونتيجةً لذلك، شهدت قطاعات مختلفة من قطاع الأعمال تجريمًا لسلوكيات معينة. من جانبه، ينصح الشمالي كل من تعرض للاحتيال بالإبلاغ عن الحادثة إلى وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية بوزارة الداخلية. مع ذلك، من الضروري التحقق من شرعية المنصة أو الشخص المعني قبل اتخاذ أي إجراء.
الدافع
بحسب فضالة، فإن الجرائم الإلكترونية مدفوعة أساسًا بالجشع والتشهير واستغلال الأفراد. وعلى عكس الجرائم التقليدية، لا حدود للجرائم الإلكترونية لا مكان لها ولا زمان.
النوع الأكثر شيوعًا
أوضح فضالة أن الاحتيال والخداع من أكثر أشكال الجرائم الإلكترونية شيوعًا، ويشمل أساليب متنوعة مثل التصيد الاحتيالي والتظاهر. وكثيرًا ما يُخدع الأفراد من خلال مشاريع وهمية، أو مخططات تداول أسهم إلكترونية، أو طلبات وهمية للحصول على معلومات مصرفية، بل ويلجأ المجرمون إلى انتحال صفة جهات مرموقة لتحقيق مكاسب شخصية. ويُعد هذا النوع من الاحتيال والخداع من أبرز أنواع الاحتيال. كما تُعد الجرائم الإلكترونية التي تشمل التشهير العام، والتشهير، والتصريحات المسيئة، شائعة أيضًا، بحضور الآخرين أو مسمعهم.

